Thursday, February 13, 2014

الحزن

الحزن

علمني حبك أن احزن
وأنا محتاج منذ عصور
لأمرأة.. تجعلني احزن
لأمرأة.. ابكي فوق ذراعيها
مثل العصفور
لأمرأة .. تجمع أجزائي 
كشظايا البلور المكسور
علمني حبك .. سيدتي أسوأ عادات
علمني أفتح فنجاني في الليلة آلاف المرات
وأجرب طلب العطارين .. وأطرق باب العرافات
علمني أخرج من بيتي ..لأمشط أرصفة الطرقات
وأطارد وجهك في الأمطار .. وفي أضواء السيارات
أطارد ثوبك في أثواب المجهولات
أطارد طيفك
حتى
حتى
في أوراق الإعلانات
علمني حبك كيف أهيم على وجهي ساعات
بحثا عن شعر غجري تحسده كل الغجريات
بحثا عن وجه .. عن صوت .. هو كل الأوجه والأصوات
أدخلني حبك سيدتي .. مدن الأحزان
وأنا من قبلك لم ادخل مدن الأحزان
لم اعرف أبداً أن الدمع هو الإنسان
وان الإنسان بلا حزن .. ذكرى إنسان
علمني حبك
علمني حبك أن أتصرف كالصبيان
أن ارسم وجهك بالطبشور على الحيطان
وعلى أشرعه الصيادين .. على الأجراس على الصلبان
علمني حبك
كيف الحب يغير خارطة الأزمان
علمني أني حين احب تكف الأرض عن الدوران
علمني حبك أشياء
ما كانت أبداً في الحسبان
فقرأت أقاصيص الأطفال .. دخلت قصور ملوك الجان
وحلمت أن تتزوجني بنت السلطان
تلك العيناها .. أصفى من ماء الخلجان
تلك الشفتاها .. أشهى من زهر الرمان 
وحلمت أن اخطفها مثل الفرسان
وحلمت باني اهديها أطواق اللؤلؤ والمرجان
علمني حبك يا سيدتي ... ما الهذيان
علمني كيف يمر العمر ... ولا تأتي بنت السلطان
علمني حبك ... كيف احبك في كل الأشياء
في الشجر العاري .. في الأوراق اليابسة الصفراء
في الجو الماطر في الأنواء
في اصغر مقهى نشرب فيه مساء
قهوتنا السوداء
علمني حبك أن أوى
لفنادق ليس لها أسماء
ومقاه ليس لها أسماء
علمني حبك كيف الليل يضخم أحزان الغرباء
علمني كيف أرى بيروت
امرأة طاغية الأغراء
امرأة تلبس كل مساء
وترش العطر على نهديها للبحارة والأمراء
علمني كيف ينام الحزن
كغلام مقطوع القدمين
"في طرق " الروشة " و " الحمراء
علمني حبك أن احزن
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني احزن
لامرأة ابكي فوق ذراعيها
مثل العصفور
لامرأة تجمع أجزائي
كشظايا البلور المكسور





قصائد حب لنزار قباني

ذوبت في غرامك الأقلام 
. . من أزرق .. وأحمر .. وأخضر
حتى انتهى الكلام
علقت حبي لك في أساور الحمام
ولم أكن أعرف يا حبيبتي 
أن الهوى يطير كالحمام


عدي على أصابع اليدين ، ما يأتي
فأولا : حبيبتي أنت 
وثانيا : حبيبتي أنت 
وثالثا : حبيبتي أنت 
ورابعا وخامسا
وسادسا وسباعا
وثامنا وتاسعا
وعاشرا . . حبيبتي أنت 


حبك يا عميقة العينين
تطرف 
تصوف 
عبادة 
حبك مثل الموت والولادة
صعب بأن يعاد مرتين



عشرين ألف امرأة أحببت 
عشرين ألف امرأة جربت 
وعندما التقيت فيك يا حبيبتي 
شعرت أني الآن قد بدأت



لقد حجزت غرفة لاثنين في بيت القمر
نقضي بها نهاية الأسبوع يا حبيبتي
فنادق العالم لا تعجبني 
الفندق الذي أحب أن أسكنه هو القمر
لكنهم هنالك يا حبيبتي
لا يقبلون زائرا يأتي بغير امرأة
فهل تجيئين معي 
يا قمري . . إلى القمر




لن تهربي مني فإني رجل مقدرعليك
لن تخلصي مني . . فإن الله قد أرسلني إليك
فمرة .. أطلع من أرنبتي أذنيك
ومرة أطلع من أساور الفيروز في يديك
وحين يأتي الصيف يا حبيبتي
أسبح كالأسماك في بُحْرَتَيْ عينيك



لو كنت تذكرين كل كلمة 
لفظتها في فترة العامين
لو أفتح الرسائل الألف .. التي
كتبت في عامين كاملين
كنا بآفاق الهوى
طرنا حمامتين
وأصبح الخاتم في
إصبعكِ الأيسر . . خاتمين




لا تحزني 
إن هبط الرواد في أرض القمر
فسوف تبقين بعيني دائما
أحلى قمر



إني أحبك عندما تبكينا
وأحب وجهك غائما وحزينا
الحزن يصهرنا معا ويذيبنا
من حيث لا أدري ولا تدرينا
تلك الدموع الهاميات أحبها
وأحب خلف سقوطها تشرينا
بعض النساء وجوههن جميلة
وتصير أجمل .. عندما يبكينا




لا تقلقي . يا حلوة الحلوات
ما دمت في شعري وفي كلماتي
قد تكبرين مع السنين .. وإنما 
لن تكبرين أبدا .. على صفحاتي





حين أكون عاشقا

حين أكون عاشقا
أشعر أني ملك الزمان
أمتلك الأرض وما عليها
وأدخل الشمس على حصاني


حين أكون عاشقا 
أجعل شاه الفرس من رعيتي
وأخضع الصين لصولجاني
وأنقل البحار من مكانها
ولو أردت أوقف الثواني


حين أكون عاشقا
أصبح ضوءا سائلا
لاتستطيع العين أن تراني
وتصبح الأشعار في دفاتري
حقول ميموزا وأقحوان



حين أكون عاشقا 
تنفجر المياه من أصابعي
وينبت العشب على لساني
حين أكون عاشقا
أغدو زمننا خارج الزمان

نزار قباني




تحديات

قصيدة التحدّيات 





أتحدّى.. 

من إلى عينيكِ، يا سيّدتي، قد سبقوني 

يحملونَ الشمسَ في راحاتهمْ 

وعقودَ الياسمينِ.. 

أتحدّى كلَّ من عاشترتِهمْ 

من مجانينَ، ومفقودينَ في بحرِ الحنينِ 

أن يحبّوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني.. 



أتحدّى.. 

كتبَ العشقِ ومخطوطاتهِ 

منذُ آلافِ القرونِ.. 

أن ترَيْ فيها كتاباً واحداً 

فيهِ، يا سيّدتي، ما ذكروني 

أتحدّاكِ أنا.. أنْ تجدي 

وطناً مثلَ فمي.. 

وسريراً دافئاً.. مثلَ عيوني 



أتحدّاهُم جميعاً.. 

أن يخطّوا لكِ مكتوبَ هوىً 

كمكاتيبِ غرامي.. 

أو يجيؤوكِ –على كثرتهم- 

بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي.. 



أتحداكِ أنا أن تذكُري 

رجلاً من بينِ من أحببتهم 

أفرغَ الصيفَ بعينيكِ.. وفيروزَ البحورْ 

أتحدّى.. 

مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ 

والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ 

فاقرأي أقدمَ أوراقَ الهوى.. 

تجديني دائماً بينَ السطورْ 

إنني أسكنُ في الحبّ.. 

فما من قبلةٍ.. 

أُخذتْ.. أو أُعطيتْ 

ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ...



أتحدّى أشجعَ الفرسانِ.. يا سيّدتي 

وبواريدَ القبيلهْ.. 

أتحدّى من أحبُّوكِ ومن أحببتِهمْ 

منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلهْ 

أتحدّاهم جميعاً.. 

أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري.. 

أو يكونوا أطفأوا أعمارَهمْ 

مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري.. 

أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي 

عاشقاً مثلي.. 

وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري 



فارحلي، حيثُ تريدينَ.. ارحلي.. 

واضحكي، 

وابكي، 

وجوعي، 

فأنا أعرفُ أنْ لنْ تجدي 

موطناً فيهِ تنامينَ كصدري..

0 comments:

http://gnaabuali.blogspot.com/